الأربعاء، 15 نوفمبر 2017

(أنا القوة وأنا الضعف)بقلم الشاعر الكبير " عطية الأعصر "

أنا القوة وأنا الضعف
أنا الثائر أنا المتخفي خلف جدار الشوق
أنا الدواء وانا الجرح الغائر
أنا القوس وأنا السهم الطائش
أضربُ فلا أُبالي ذاك الضعف
أبحرت كثيرا وغرقت
أنا الصمت .أنا الفكرة التي لم تولد بعد
أنا صرخة تتأجج .أنا الكلمة المسجونة في الحلق
أنا الجنون أنا الحكمة
أختلق لنفسي ضحكة مُزيفه يظنونها فرح
فأحتسي وحدي كأس المرار المجرد من الرأفة
أنسج بألمي وشاح يكسوني من هذا البرد
صقيع يؤلمني يكسر أضلعي
يبتر كل أملٍ في الحياة
ترسمني لوحات الضجر.
فتضج في اللوحات الألوان
يتمرد قلبي القابع في الأحزان.
يقاوم النار بالنار فيؤجر بالرماد
فــ القلب تهدن بعد صراعات الهوا .
ليبني له جدرانا تأويه من فيضانات الحزن
وتجاهل صنع قاربا يعبر به نهر الألم القابع فيه
فغرق
أمضيت بضعفي في حسراتي نحو باب مغلق
فأُغلقت أبواب الأمل وضاعت الفكرة
وحشرجت في حلقي الصرخة
هل لي أعود حيث بدأت
حيث أتيت
حيث تاهت مني النفس
حيث صارت القوة ضعف
وتبدلت الثورة خوف
كي أداوي ذاك الجرح
تتصدع بداخلي حواسي. تصفعني آلاف المرات
تكسر سهم الخزي الساكن بيساري
و من جديد. أحمل قوس الخيبة وأصوب سهم آخر
وأنا معصوب العينين ويداي ترتجف
فأعود لذاك الضعف
أبحر في هذا اليأس الطارح في بساتيني .
فينهل الليل بظلمات تسقيني
مر ما صنعت
فيضربني بسوط الأسى ويرديني.
فأعود عند المحراب أُصليِ وأصطلي
نارٍ أشعلتها بيميني
ويتركني الليل ضائع أُلملمُ ما نثرت من تأويلي
يأكلني الخوف .فأبحث عني في غياهب الدجي
فـ لا أجد سوى ضعفاً يواسيني
وعلى حافة التيه أجوب ذهابا وإياب
يقذفني مداً ويجذبني جزر
وفي غسق الليل يرديني
بقلمي عطية الأعصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لوح خشب بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

  لوح خشب ......... لوح خشب والموجه عاليه وانا أحلامي مش طايله لوح خشب فى مهب الريح تلعبه موجه مستعفيه والهوي تباريح  شايل حمولي علي كفي  وح...