( أسطورةُ رَجُل )
............
البحرُ يلطمُ وجنتَيّهِ
زورقٌ سماويٌّ يُعانِقُ قلبه
المساءُ يُلمْلِمُ بقايا أشياءه
تمتطي تلك المرأةُ
بعضاً منْ حُمرتِها
الطفلُ مازالَ يُكابِدُ
ثلاثةَ وريقاتٍ خضراءَ
كانَ هناكَ ينتظر ذاكَ الغسقُ
سوادُ القلبِ لمْ يفارقْ شفتيه
اِبتسمَ في أكمامِ قميصه
صُراخُ الدراجة الحمراء
يُحطِّمُ آخر خيوطِ لقاء؛ وبقاء
ماذا تنتظرُ أيُّها الرجلُ الأشقر
نسي لمسةَ أسنانِ المُشْطِ الحَمْقى
يهرَعُ لِدَرَجٍ كانَ يئنُّ
لمْ تُسعِفْهُ اللحظاتُ
لمُجردِ سؤالٍ مُظلم
قَذَفَ بِالفُرشاةِ
في غياهبِ دُرْجِهِ الكئيب
تمْتمَ بكلماتٍ ... ثُمَّ مضى
نسماتُ الليل الغارقِ في ظُلمتِهِ
تُدغدِغُ الشَعْرَ الذهبيّ
عيونٌ خُضْرٌ تَرْقُبُ طريقاَ مُنتشياً
الحفلةُ في الضِفّةِ الأخرى
تبتدِئُ أنينا ...
تتكسّرُ بقايا الدربِ الخريفيِّ
تحتَ وقْعِ العجلات ...
الدقائقُ تهرُبُ مُسْرِعةً
الغسقُ أعلنَ رحيله
مُنذُ الضربةِ الأولى
اللوحةُ تكادُ تنتهي من نَسْجِ إطارها
المرأةُ تستَعِيدُ ذِكرياتها
بِرفقةِ تَقَلُّبِ المشهد
تُعاتِبُ العيونَ الخُضْرَ
الأنوارُ تختفي منْ رَحِمِ الدراجة
تتسِعُ الأحداق ...
العروسُ تَرْفُلُ بِثوبِها الأبيض
الخالُ مازالَ بعيداً
قالتّها إحداهُنَّ دونَ براءة
السماءُ تُبادرُ بالحضور
تتدَحْرَجُ الأماني فوقَ صفيحِ درب
الرجلُ الأشقرُ يَتلمّسُ جَبهتَهُ
بُكاءُ الطفل يخترِقُ الإسفلت
أسطورةُ رَجُلٍ ونُواحُ أُنثى
البحرُ يُعاوِدُ لَطْمَ الوجنات
الخالُ لنْ يَصِلَ اليوم ...
العرسُ يلتحِفُ حُلَّتَهُ السوداء ...
.............وليد.ع.العايش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق