{دعوة إلى السلام العالمي(6)}
{{رعشة برد}}
استيقظت في منتصف ليلة شتوية باردة حوالي الساعة الثالثة صباحا"
وكانت المدفأة قد انطفأت بسرعة بفعل درجات الحرارة المنخفضة جدا"
خرجت إلى الشرفة أنظر حالة الطقس .
فوجدت الثلوج تتساقط رويدا" رويدا" وتملأ الأرجاء
هو منظر حقا" جميل جدا" لكن الجلوس تحت
تلك الثلوج لأكثر من ساعة ربما ستكون كارثة
على الجسد البشري المثقل بالهموم الغير
معتاد على البقاء طويلا" تحت درجات الحرارة
المنخفضة جدا" بقيت حوالي خمس دقائق فقط
أشاهد ذلك المشهد الجميل من تساقط حبات
الثلج فأحسست بعدها برعشة برد فذهبت مسرعا"
إلى الفراش وضعت بطانية سميكة على جسدي
المتعب من عناء العمل في ذلك اليوم ونمت
وحلمت بأنني في مخيم للاجئين طفل صغير
أجلس أنا وحشد من الناس نساء وأطفال
نجلس في تلك الخيمة الصغيرة ومياه الثلوج
الذائبة تملأ المكان وترى أولئك الناس تصطك
أسنانهم ببعضها البعض تكاد تتكسر من شدة البرد
هي أحلام ربما وربما هي حقيقة لم نعيشها بعد
أو ربما لانريد أن نعيشها مع أولئك الذين غادروا
ديارهم تحت سقوط قذائف الحقد من الإرهاب الأسود
الذي لايميز بين كبير أو صغير هي مهمته فقط
القتل لغرض القتل قتل يقتل فهو قاتل بغض النظر
عن السلاح الذي يحمله لم يعلمه سيده فعل الخير
لم يعلمه سيده المحافظة على أرواح البشر وافتدائهم
بروحه لم يعلمه سوى القتل بوحشية ودون رحمة
ولم يكتفي بذلك بل أعطاه دروسا" في كيفية القتل
دفاعا" عن الشر ليس دفاعا" عن الخير دفاعا" عن
سيده ليس دفاعا" عن نفسه دفاعا" عن أسياد المال
الطامعين بكل شيء في البشرية يريدون السيطرة
على كل ثروات الأرض لم يقيموا وزنا" لأولئك الأطفال
الصغار الذين يتجمدون من البرد في مخيمات اللجوء
وإن لم يكن الموت بردا" قد استحكمهم فإن الموت
جوعا" هو لامفر منه أو السقوط ربما في عتمة الليل
المخيفة القاتلة أقول لهم كفى سفكا" لدماء الأبرياء
قد لايكون أولئك الناس هو أخوتنا الذين ولدتهم أمهاتنا
ولن شئنا أم أبينا هم أخوتنا في الإنسانية
فأين هي الإنسانية من كل ماحدث ويحدث أين هي
تلك المنظمات الدولية التي تدعو إلى المحبة والسلام
ونبذ العنف ونبذ الحروب أم هي فقط كلمات حبر
على أوراق النسيان أو ربما هي فقط رعشة برد .
بقلم(علي بدر سليمان)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق