فيما يتعدى البحر.../ سليمان دغش
لم أكنْ أعرفُ العابرينَ على شاطئ البحرِ
مرَّ كثيرونَ
مرّ الغزاةُ الطغاةُ الزناةُ التقاةُ
الملائكةُ الشعراءُ الشياطينُ والأنبياءُ
ولمْ يحفظ الرملُ أسماءَهم
رحلوا تاركينَ لنا البحرَ
مسترسلاً في مجاز السماءِ البعيدِ البعيدِ
على زُرقةٍ في مرايا المدى
مَنْ تُرى وهَبَ الزُّرقةَ السرمديّةَ للبحرِ
كيْ يتشبّهَ بالأبديّةِ
ثمةَ أسئلةٌ تتعدّى مجازَ السمواتِ
أبعدَ من زُرقةٍ تستبدُّ على هيئةِ
المبتدى المنتهى
كلُّ وهمٍ على شكّهِ في المرايا سدى
والحقيقةُ عاريةٌ في التجلي البهيِّ الصفيِّ
على قطراتِ النّدى
قلتُ للبحرِ ذاكرةُ الدهرِ
والنهرُ لا يُسْلِمُ الروحَ إلا على شاطئ البحرِ
لمْ أحفظِ البحرَ عن ظهرِ قلبٍ
كفى قطرة الماءِ كيْ تكشفَ السرَّ
خلفَ ازدحامِ المرايا على صفحةِ الشّكِ
فيما تعدّى احتمالَ الرؤى
لم أكنْ أعرفُ البحرَ
هلْ أحدٌ أدرَكَ البحرَ من قبلُ ؟
مرَّ كثيرونَ فوقَ شواطئهِ الأزليّةِ
لم يحفظ الرمل أسماءهم
رحلوا كفقاعاتِ ماءٍ يُخلّفها الموجُ حولَ الدوائرِ
في رحلةِ الزّبدِ الأبديةِ ما بينَ مدٍ وجزرٍ
وما بينَ دهرٍ ودهرٍ
وأسألُ البحرَ مندهشاً بالسؤالِ الكبير الأخيرِ
ألا ينتهي البحرُ يوماً؟
ثمةَ أسئلةٌ كالحقيقةِ لا تنتهي
كلُّ شيءٍ هُنا عائدٌ لحقيقتهِ عارياً
فاحفظ السرّ يا بحرُ وحدَكَ
واكتُبْ على صفحةِ الماءِ، ذاكرةِ الدهرِ
مرَّ الكثيرون مرّوا جميعاً
كأنْ لمْ يمروا هُنا أبدا
سليمان دغش / فلسطين
( من ديوان : سفر النرجس – القدس)
لم أكنْ أعرفُ العابرينَ على شاطئ البحرِ
مرَّ كثيرونَ
مرّ الغزاةُ الطغاةُ الزناةُ التقاةُ
الملائكةُ الشعراءُ الشياطينُ والأنبياءُ
ولمْ يحفظ الرملُ أسماءَهم
رحلوا تاركينَ لنا البحرَ
مسترسلاً في مجاز السماءِ البعيدِ البعيدِ
على زُرقةٍ في مرايا المدى
مَنْ تُرى وهَبَ الزُّرقةَ السرمديّةَ للبحرِ
كيْ يتشبّهَ بالأبديّةِ
ثمةَ أسئلةٌ تتعدّى مجازَ السمواتِ
أبعدَ من زُرقةٍ تستبدُّ على هيئةِ
المبتدى المنتهى
كلُّ وهمٍ على شكّهِ في المرايا سدى
والحقيقةُ عاريةٌ في التجلي البهيِّ الصفيِّ
على قطراتِ النّدى
قلتُ للبحرِ ذاكرةُ الدهرِ
والنهرُ لا يُسْلِمُ الروحَ إلا على شاطئ البحرِ
لمْ أحفظِ البحرَ عن ظهرِ قلبٍ
كفى قطرة الماءِ كيْ تكشفَ السرَّ
خلفَ ازدحامِ المرايا على صفحةِ الشّكِ
فيما تعدّى احتمالَ الرؤى
لم أكنْ أعرفُ البحرَ
هلْ أحدٌ أدرَكَ البحرَ من قبلُ ؟
مرَّ كثيرونَ فوقَ شواطئهِ الأزليّةِ
لم يحفظ الرمل أسماءهم
رحلوا كفقاعاتِ ماءٍ يُخلّفها الموجُ حولَ الدوائرِ
في رحلةِ الزّبدِ الأبديةِ ما بينَ مدٍ وجزرٍ
وما بينَ دهرٍ ودهرٍ
وأسألُ البحرَ مندهشاً بالسؤالِ الكبير الأخيرِ
ألا ينتهي البحرُ يوماً؟
ثمةَ أسئلةٌ كالحقيقةِ لا تنتهي
كلُّ شيءٍ هُنا عائدٌ لحقيقتهِ عارياً
فاحفظ السرّ يا بحرُ وحدَكَ
واكتُبْ على صفحةِ الماءِ، ذاكرةِ الدهرِ
مرَّ الكثيرون مرّوا جميعاً
كأنْ لمْ يمروا هُنا أبدا
سليمان دغش / فلسطين
( من ديوان : سفر النرجس – القدس)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق