قصة:لحظة صدق
نظر عدنان من نافذة المنزل متوجسا يختلس النظرات يمينا ويسارا
ثم عاد الي زوجته في نفس الغرفة
وبصوت يغلفه اليأس والتمني لم يأتي منصور بعد
قالت زوجته: لعله وجد الطريق غير ممهد فهناك بعض الشبيحة منتشرون في ارجاء المدينه ربما سلك طريق اخر
قالت زوجته: اطمئن ياعدنان اني اشعر أن الفرج قريب
نظر اليها عدنان والظلام اوشك أن يجتاح الأجواء قائلا: كم الساعة الآن؟
:قالت بصوت
يفيض بالحزن
نحن مقبلين علي اذان العشاء
:قال الزوج في سخرية يائسة
وهل نحن سمعنا اذان المغرب حتي نسمع اذان العشاء بعد ان هدم المسجد علي
رأس من فيه؟
ثم فكرت قليلا واردفت وهى تحاول ان ترفع عنه بعض المعاناه وتضفي شيئا من الامل
ثم اردفت في شغف:
لدينا مذياع ساحضره ليبث لنا بعض آيات الذكر الحكيم
كانها بذلك تعتاض عن الاذان الذي لم يعد يسمع في ارجاء ذلك الحي الصغير
ثم نظر اليها نظرة صارخة متسائل:
اين شادي ؟ اين شادي الصغير؟
قالت الزوجة بصوت محاولة بث الطمائنينة في نفسه :انه نائم منذ العصر
اخفض صوتك حتي لانوقظه لانه ليس ثم طعام سوي قطعتي خبرمن عشاء امس
ادخرتها له ولاخيه منصور حينما يعود
ولم تكد تكمل عبارتها واذا بصوت شادي
ينادي آماه
اسرعت اليه متلهفه واحتضنته بين ذراعيها ومسحت علي رأسه
وقالت له متكهنه الرد
ماذا تريد يا شادي؟
قال لها بصوت متهدج:
انا جائع لم اكل شئ منذ عشاء الامس
اسرعت امه وهي تحمله الي السرير
وسحبت كيسا به بقايا خبر
وسحبت قطعة من الخبز الجاف وناولته قطعة
قال وهو يلوك القطعة في فمه
اين ألواني وكراستي
لقد قالت لي المعلمة يجب ان ترسم جناح الطائر جيدا سأدخر هذه القطعة من الخبز لأخي منصور حتي يرسم لي جناح الطائر
ثم ادارت الام مؤشر المذياع الصغير بحثا عن اذاعة القراءن الكريم
واذا بصوت شجي لأحد المشايخ القدامي وهو يصدح بآيات من الذكر الحكيم فاعطته لزوجها لتسكن روعه وتبث اليه شئ من الامان
وضع الزوج المذياع علي اذنه وشادي
لايعبأ بما حوله
: نظر شادي الي امه تم ادار رأسه الي ابيه في تساؤل قائلا
ماذا تسمع ياأبي؟
رد ابوه: اسمع القراءن الكريم
قال شادي في براءة وفخر:
اي سورة تسمع انا احفظ ثلاث سور ياأبي ثم اردف قائلا :اي سورة تسمع؟
والاب يضع المذياع ملتصق بأذنه الذي يصدر الصوت بصعوبة تنبأ بأن بطاريته اوشكت علي النفاذ
انني استمع الي نهاية سورة لقمان
:سأل شادي في حيرة
وماذا تقول سورة لقمان؟
رد الاب:
وهو يسرد الآيات وعند كل كلمة يقف وكأنه يصدق علي تلك الايات المباركات
يقول ياشادي في نهاية السورة ولاتدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي ارض تموت
نظر شادي الي ابيه نظرة تحمل التساؤل
ثم صاح شادي:
ان المعلمة قالت لنا عند نهاية قراءة السورة ان نقول صدق الله العظيم
نظر الاب الي شادي نظرة تحمل الفرح بأبنه لما وصل اليه من العلم
خاصة وانه لم يتجاوز السادسه من عمره
ومسح علي رأسه وضمه اليه في حنان
ثم نظرشادي في عين ابيه وقال لما لا تقول صدق الله العظيم فردد الاب
صدق الله العظيم وهنا كانت الام تتابع الحوار الدائر بين شادي وابيه ثم رددت معهم صدق الله العظيم
فلما علا صوتها نظر بعضهم لبعض ثم ابتسموا ابتسامه
كانها تتحدي هذا الخوف والسكون القاتل
وظلوا يرددون صدق الله العظيم وكانهم بذلك يعيدون الطمائنينة
الي قلوبهم ولم يتوقفوا عن تريددها
واذا بصوت اقدام بخارج المنزل وهنا انخفض الصوت حتي اصبح همسا
وهنا وضعت الام يدها علي فم ابنها والجميع ينظرون الي الباب ولم يطل الانتظار حتي فتح الباب عنوة محدثا صوتا يهز القلوب
نظر الأب في دهشة ورعب الي خمسة اشخاص يحملون المدافع الا لية
احتضنت الام ابنها وهي تتمت بصوت منخفض
ثم علا تدريجيا
وكأنما تستحضر بعلو صوتها نص الاية التي تقول
"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت "وهي تصدق بصوت مرتفع يصل "الي الصراخ ويتبعها زوجها
في علو الصوت
وفي لحظة
سكتت كل الاصوات
الا صوت المذياع بحشرجاته
وصوت الشيخ عبد الباسط في ختام السورة يقول
صدق الله العظيم
بقلمى الشاعر فتحى عباس
نظر عدنان من نافذة المنزل متوجسا يختلس النظرات يمينا ويسارا
ثم عاد الي زوجته في نفس الغرفة
وبصوت يغلفه اليأس والتمني لم يأتي منصور بعد
قالت زوجته: لعله وجد الطريق غير ممهد فهناك بعض الشبيحة منتشرون في ارجاء المدينه ربما سلك طريق اخر
قالت زوجته: اطمئن ياعدنان اني اشعر أن الفرج قريب
نظر اليها عدنان والظلام اوشك أن يجتاح الأجواء قائلا: كم الساعة الآن؟
:قالت بصوت
يفيض بالحزن
نحن مقبلين علي اذان العشاء
:قال الزوج في سخرية يائسة
وهل نحن سمعنا اذان المغرب حتي نسمع اذان العشاء بعد ان هدم المسجد علي
رأس من فيه؟
ثم فكرت قليلا واردفت وهى تحاول ان ترفع عنه بعض المعاناه وتضفي شيئا من الامل
ثم اردفت في شغف:
لدينا مذياع ساحضره ليبث لنا بعض آيات الذكر الحكيم
كانها بذلك تعتاض عن الاذان الذي لم يعد يسمع في ارجاء ذلك الحي الصغير
ثم نظر اليها نظرة صارخة متسائل:
اين شادي ؟ اين شادي الصغير؟
قالت الزوجة بصوت محاولة بث الطمائنينة في نفسه :انه نائم منذ العصر
اخفض صوتك حتي لانوقظه لانه ليس ثم طعام سوي قطعتي خبرمن عشاء امس
ادخرتها له ولاخيه منصور حينما يعود
ولم تكد تكمل عبارتها واذا بصوت شادي
ينادي آماه
اسرعت اليه متلهفه واحتضنته بين ذراعيها ومسحت علي رأسه
وقالت له متكهنه الرد
ماذا تريد يا شادي؟
قال لها بصوت متهدج:
انا جائع لم اكل شئ منذ عشاء الامس
اسرعت امه وهي تحمله الي السرير
وسحبت كيسا به بقايا خبر
وسحبت قطعة من الخبز الجاف وناولته قطعة
قال وهو يلوك القطعة في فمه
اين ألواني وكراستي
لقد قالت لي المعلمة يجب ان ترسم جناح الطائر جيدا سأدخر هذه القطعة من الخبز لأخي منصور حتي يرسم لي جناح الطائر
ثم ادارت الام مؤشر المذياع الصغير بحثا عن اذاعة القراءن الكريم
واذا بصوت شجي لأحد المشايخ القدامي وهو يصدح بآيات من الذكر الحكيم فاعطته لزوجها لتسكن روعه وتبث اليه شئ من الامان
وضع الزوج المذياع علي اذنه وشادي
لايعبأ بما حوله
: نظر شادي الي امه تم ادار رأسه الي ابيه في تساؤل قائلا
ماذا تسمع ياأبي؟
رد ابوه: اسمع القراءن الكريم
قال شادي في براءة وفخر:
اي سورة تسمع انا احفظ ثلاث سور ياأبي ثم اردف قائلا :اي سورة تسمع؟
والاب يضع المذياع ملتصق بأذنه الذي يصدر الصوت بصعوبة تنبأ بأن بطاريته اوشكت علي النفاذ
انني استمع الي نهاية سورة لقمان
:سأل شادي في حيرة
وماذا تقول سورة لقمان؟
رد الاب:
وهو يسرد الآيات وعند كل كلمة يقف وكأنه يصدق علي تلك الايات المباركات
يقول ياشادي في نهاية السورة ولاتدري نفس ماذا تكسب غدا ولا تدري نفس بأي ارض تموت
نظر شادي الي ابيه نظرة تحمل التساؤل
ثم صاح شادي:
ان المعلمة قالت لنا عند نهاية قراءة السورة ان نقول صدق الله العظيم
نظر الاب الي شادي نظرة تحمل الفرح بأبنه لما وصل اليه من العلم
خاصة وانه لم يتجاوز السادسه من عمره
ومسح علي رأسه وضمه اليه في حنان
ثم نظرشادي في عين ابيه وقال لما لا تقول صدق الله العظيم فردد الاب
صدق الله العظيم وهنا كانت الام تتابع الحوار الدائر بين شادي وابيه ثم رددت معهم صدق الله العظيم
فلما علا صوتها نظر بعضهم لبعض ثم ابتسموا ابتسامه
كانها تتحدي هذا الخوف والسكون القاتل
وظلوا يرددون صدق الله العظيم وكانهم بذلك يعيدون الطمائنينة
الي قلوبهم ولم يتوقفوا عن تريددها
واذا بصوت اقدام بخارج المنزل وهنا انخفض الصوت حتي اصبح همسا
وهنا وضعت الام يدها علي فم ابنها والجميع ينظرون الي الباب ولم يطل الانتظار حتي فتح الباب عنوة محدثا صوتا يهز القلوب
نظر الأب في دهشة ورعب الي خمسة اشخاص يحملون المدافع الا لية
احتضنت الام ابنها وهي تتمت بصوت منخفض
ثم علا تدريجيا
وكأنما تستحضر بعلو صوتها نص الاية التي تقول
"وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس باي ارض تموت "وهي تصدق بصوت مرتفع يصل "الي الصراخ ويتبعها زوجها
في علو الصوت
وفي لحظة
سكتت كل الاصوات
الا صوت المذياع بحشرجاته
وصوت الشيخ عبد الباسط في ختام السورة يقول
صدق الله العظيم
بقلمى الشاعر فتحى عباس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق