أول قصة قصيرة أتمنى أن تروقكم
الأمل (2)
مر أسبوعان و حال الحاجة كما هو فقرر الدكتور علي أن لا يبق مكثف الأيدي و وجب عليه التفكير في حل يخرج الحاجة من عالم الغيبوبة. صادف خروجه من غرفة الإنعاش وصول أبناءها مروان و عبد السلام الذين اشتاقوا لوالدتهم الحبيبة ,فهم يبقون لساعات واقفين أمام الزجاج لعل و عسى تحصل المعجزة و تتشافى والدتهم و تعود إلى عالمها الحقيقي الدافئ بالمحبة و الحنان, كان يكفيهم النظر إلى وجه الدكتور علي الحزين ليدركوا بأن الوضع كما هو منذ أيام. اقترب الدكتور علي منهم و قال:
- أملي في الله كبير, ستكون بخير إن شاء الله , أدعوا لها إن الله قادر على كل شيء.
توجه الدكتور علي نحو مكتبه فوجد في طريقه عفاف و أمينة فأخذهم معه .
كان الدكتور الخروبي و هو مدير المصحة التي تتعالج فيها الحاجة فاطمة يتفقد أمور قسم الإنعاش, دخل الغرفة التي أصبحت تشغل أطباء المصحة نظرا لبشاعة الحادثة التي تعرضت لها فدوى و أختها هدى , أخذ يقرأ التقارير و هو يحرك رأسه يأسف لحال الحاجة المستقر , و هو يقفل الباب عند خروجه تقدم نحوه أبناءها , نوفل حفيذها و محمود زوج عفاف الذي قال له :
- يمكننا أن نأخذها إلى مصحة في باريس إن لزم الأمر.
- لا داعي لذلك إننا نعمل كل ما بوسعنا لتسترجع الحاجة وضعها الطبيعي إنها مسألة وقت فقط.
- ماذا تقول يا دكتور , كيف أنها مسألة وقت فقط , و إن لم تستيقظ جدتي من الغيبوبة ماذا سنفعل?
كلام مؤثر قاله نوفل و الدموع تسيل من عينيه.
- لا تيأس , هل تعلم بأن المريض وهو في غيبوبة يحس بكل ما يجري حوله ويسمع كل الكلام لكنه يعجز عن فتح عينيه و الكلام? أرجوكم لا تتصرفوا تصرفا يزيد من شدة وضع الحاجة .
بعد لحظات عاد الدكتور علي إلى غرفة الحاجة و معه ضيوف أغلق الباب و قال لهم :
- لا تنسوا الكلام الذي قلته لكم في المكتب و لقد وعدتموني بالإلتزام بكل الشروط حفاظا على سلامة الجميع, فبعد تفكير عميق و جدت بأن هذا هو الحل الأنسب لإخراج الحاجة فاطمة من هذه الغيبوبة التي طالت مدتها.
تقدمت كل واحدة بالقرب من والدتها و عيونها ملأتها الدموع أمسكت كل واحدة يد أمها بحرارة وبدأت تقبلها و الدموع تسيل كأنها أنهار.
كان أفراد العائلة الآخرين ينظرون إلى ما يجري داخل الغرفة عبر الزجاج . حاولت إحدا البننتين ان تصرخ فكثم الدكتور علي صراخها بيده و انحنت الثانية و هي تقول :
- افتحي عينيك امي, إننا كلنا بخير, كلنا هنا و قد اشتقنا إليك كثيرا , البيت من دونك كله كآبة عودي لنا يا أمي اشتقنا لحنانك و لحظنك الدافئ اشتقنا لحبك الذي ليس له مثيل, اشتقنا لكلامك , لصوتك , لضحكاتك التي كانت تملأ البيت سعادة , اشتقنا لتوبيخك أبناءنا عندما لا يحسنوا التصرف إننا نفتقدك كثيرا سنأخذك معنا ولن نتركك وحدك أرجوك امي افتحي عينك.
كل من كان خارج الغرفة كان يتابع المشهد عبر الزجاج بألم و حسرة و حزن شديد و دموع . اقتربت ابنتها ألأخرى و هي تمسك بطنها انحنت على رأس أمها وهي تقبله و تقول:
- أمي حبيبتي , أنت حبيبتي و صديقتي وحياتي و كل ما أملك ألم تسمعي صوتي? أنا فدوى نعم امي لازلت على قيد الحياة والحمد لله و أختي هدي ابنتك المدللة قد كلمتك قبلي , اعطانا الله عمرا آخر لنعيشه معك فالفضل يعود لله تعالى و للدكتور علي و لمتبرع, شاب توفي في حادثة رحمه الله و اسكنه الفردوس الأولى.
و فجأة بدأت كل الألات تعلن عن صوت غير الذي اعتادوا عليه , اقترب الدكتور علي أكثر من الحاجة فاطمة بوجه منشرح و حاول أن يقيس بنفسه نبضات قلبها و ما هي إلا لحظة حتي حركت الحاجة يدها و بدأت تحاول فتح عينيها كرضيع حديث الولادة فصرخت هدى و هي تحاول الوقوف من الكرسي المتحرك:
- امي امي حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
اجتاحت دموع الفرحة كل من كان في الغرفة و خارجها و بدأ الطرق على الزجاج و إرسال القبلات من خلاله, أما في الداخل فكانت كل من فدوى و هدى تقبل الحاجة فاطمة التي حاولت أن تتكلم و قد سالت دمعتان من عينيها نظرت إلى الدكتور علي و حاولت أن تتكلم و لكن كان لسانها كأنه ملتويا و بعد جهد تمكنت من النطق و قالت :
- الحمد لله شكرا لك يا دكتور.
أمسك الدكتور على بيدها و التفت نحو بناتها قائلا :
- اعتنوا بالحاجة فاطمة فلا طعم للحياة بدون أم.
مليكة فكري
(تمت)
الأمل (2)
مر أسبوعان و حال الحاجة كما هو فقرر الدكتور علي أن لا يبق مكثف الأيدي و وجب عليه التفكير في حل يخرج الحاجة من عالم الغيبوبة. صادف خروجه من غرفة الإنعاش وصول أبناءها مروان و عبد السلام الذين اشتاقوا لوالدتهم الحبيبة ,فهم يبقون لساعات واقفين أمام الزجاج لعل و عسى تحصل المعجزة و تتشافى والدتهم و تعود إلى عالمها الحقيقي الدافئ بالمحبة و الحنان, كان يكفيهم النظر إلى وجه الدكتور علي الحزين ليدركوا بأن الوضع كما هو منذ أيام. اقترب الدكتور علي منهم و قال:
- أملي في الله كبير, ستكون بخير إن شاء الله , أدعوا لها إن الله قادر على كل شيء.
توجه الدكتور علي نحو مكتبه فوجد في طريقه عفاف و أمينة فأخذهم معه .
كان الدكتور الخروبي و هو مدير المصحة التي تتعالج فيها الحاجة فاطمة يتفقد أمور قسم الإنعاش, دخل الغرفة التي أصبحت تشغل أطباء المصحة نظرا لبشاعة الحادثة التي تعرضت لها فدوى و أختها هدى , أخذ يقرأ التقارير و هو يحرك رأسه يأسف لحال الحاجة المستقر , و هو يقفل الباب عند خروجه تقدم نحوه أبناءها , نوفل حفيذها و محمود زوج عفاف الذي قال له :
- يمكننا أن نأخذها إلى مصحة في باريس إن لزم الأمر.
- لا داعي لذلك إننا نعمل كل ما بوسعنا لتسترجع الحاجة وضعها الطبيعي إنها مسألة وقت فقط.
- ماذا تقول يا دكتور , كيف أنها مسألة وقت فقط , و إن لم تستيقظ جدتي من الغيبوبة ماذا سنفعل?
كلام مؤثر قاله نوفل و الدموع تسيل من عينيه.
- لا تيأس , هل تعلم بأن المريض وهو في غيبوبة يحس بكل ما يجري حوله ويسمع كل الكلام لكنه يعجز عن فتح عينيه و الكلام? أرجوكم لا تتصرفوا تصرفا يزيد من شدة وضع الحاجة .
بعد لحظات عاد الدكتور علي إلى غرفة الحاجة و معه ضيوف أغلق الباب و قال لهم :
- لا تنسوا الكلام الذي قلته لكم في المكتب و لقد وعدتموني بالإلتزام بكل الشروط حفاظا على سلامة الجميع, فبعد تفكير عميق و جدت بأن هذا هو الحل الأنسب لإخراج الحاجة فاطمة من هذه الغيبوبة التي طالت مدتها.
تقدمت كل واحدة بالقرب من والدتها و عيونها ملأتها الدموع أمسكت كل واحدة يد أمها بحرارة وبدأت تقبلها و الدموع تسيل كأنها أنهار.
كان أفراد العائلة الآخرين ينظرون إلى ما يجري داخل الغرفة عبر الزجاج . حاولت إحدا البننتين ان تصرخ فكثم الدكتور علي صراخها بيده و انحنت الثانية و هي تقول :
- افتحي عينيك امي, إننا كلنا بخير, كلنا هنا و قد اشتقنا إليك كثيرا , البيت من دونك كله كآبة عودي لنا يا أمي اشتقنا لحنانك و لحظنك الدافئ اشتقنا لحبك الذي ليس له مثيل, اشتقنا لكلامك , لصوتك , لضحكاتك التي كانت تملأ البيت سعادة , اشتقنا لتوبيخك أبناءنا عندما لا يحسنوا التصرف إننا نفتقدك كثيرا سنأخذك معنا ولن نتركك وحدك أرجوك امي افتحي عينك.
كل من كان خارج الغرفة كان يتابع المشهد عبر الزجاج بألم و حسرة و حزن شديد و دموع . اقتربت ابنتها ألأخرى و هي تمسك بطنها انحنت على رأس أمها وهي تقبله و تقول:
- أمي حبيبتي , أنت حبيبتي و صديقتي وحياتي و كل ما أملك ألم تسمعي صوتي? أنا فدوى نعم امي لازلت على قيد الحياة والحمد لله و أختي هدي ابنتك المدللة قد كلمتك قبلي , اعطانا الله عمرا آخر لنعيشه معك فالفضل يعود لله تعالى و للدكتور علي و لمتبرع, شاب توفي في حادثة رحمه الله و اسكنه الفردوس الأولى.
و فجأة بدأت كل الألات تعلن عن صوت غير الذي اعتادوا عليه , اقترب الدكتور علي أكثر من الحاجة فاطمة بوجه منشرح و حاول أن يقيس بنفسه نبضات قلبها و ما هي إلا لحظة حتي حركت الحاجة يدها و بدأت تحاول فتح عينيها كرضيع حديث الولادة فصرخت هدى و هي تحاول الوقوف من الكرسي المتحرك:
- امي امي حمدا لله على سلامتك حبيبتي .
اجتاحت دموع الفرحة كل من كان في الغرفة و خارجها و بدأ الطرق على الزجاج و إرسال القبلات من خلاله, أما في الداخل فكانت كل من فدوى و هدى تقبل الحاجة فاطمة التي حاولت أن تتكلم و قد سالت دمعتان من عينيها نظرت إلى الدكتور علي و حاولت أن تتكلم و لكن كان لسانها كأنه ملتويا و بعد جهد تمكنت من النطق و قالت :
- الحمد لله شكرا لك يا دكتور.
أمسك الدكتور على بيدها و التفت نحو بناتها قائلا :
- اعتنوا بالحاجة فاطمة فلا طعم للحياة بدون أم.
مليكة فكري
(تمت)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق