الأحد، 21 يناير 2018

(إشتياق)بقلم الشاعر " فاروق التميمي "

إشتياق

  هل أخبرتُكِ يومًا أن شوقي اليكِ والبرد مُتشابهان.. ؟
  فكِلاهُما يُسبِبَان لي الإرتجاف .
  وفي الروح خَفقات تَهفو اليكِ ، عندما أشتاق لذكريات قضيتُها معك ، ولإوقات كُنا فيها سُعداء جدًا ، ولضحكات إفتقدتُها ، وكم أتمنى أن تعود .
  فأنا أحتاج لشخص أشتكي إليه ، وأن أسرد إليه قصصي مع الحياه ، وأن يُبادلني الحكايات ، فحكايات الطرف الواحد مُرهِقه جدًا ، وأحاديثك مشوقه جدًا .
  وقد أرهقتني حكاياتي وهي حبيسة الروح ، وما عُدت أُطيق منكِ الجَفا ، فالجفا مُر وآليم ويزداد مرارة وآلمًا  حينما نصطنعه بأنفُسِنا ،  فصِناعتنا للجفا جعلت رؤياكِ  مُحال بالرغم انكِ بالمنال .
  وانا لم ولن أتغير ابدًا ، فبالرغم أن بعض الجروح إزدادت نزفـًا وأصبحت تصدر المـًا ، إلا أنني لم أحقد على أحد ، ولكن أصبحت أتجنب الناس قليلاً ، لِأن الكثير منهم أوجعوني قصدًا ومن غير قصدا .
  ونيتي الصافيه جلبت لي الكثير من المتاعب ، فهكذا هي الدنيا تحمل النهايات المُرة دائمـًا ، وكأنها لا تعلم أني لا أحب المُر  إلا من قهوتي .
  وستبقي أنتي بداخلي مُخلدة أُناديكي من وقت لآخر نِداء الغائب وأنتِ بالقلب حاضرة ، فرفقـًا بي ، فقد أرهقني الحنين وزادني الشوق لهيب ، فغدوت كمن تاه وضل الطريق .
   وإن أبدو صلبـًا شديد ، الا أن هناك شيئـًا بداخلي كلما تذكرته زداني المـا وضُعفـًا بالرغم من قوتي التي يراها الناس بي .
  ومن الصبر لدي ما يفوق صبر أيوب ، ولكن الحمل جدًا بات ثقيل ، ومرارة الحاضر فاقت حلاوة الأمل ، والصدر ضاق بما إحتوى ، واطبقت أضلعه وكتمت الأنفاس ، وأصبح القدر يرميني من مجهول الى مجهول ، وكل ذنبي إني أُحبك ... !
   ولكن ، سأرقص على أشواك الإنتظار كلما التهب حنيني اليكِ ، وكلما تشابه الواقع بالذكريات ساعيش البدايات وأرفض النهايات فما يُدريكِ " لعل الله يحُدث بعد ذلك أمرا " .
  فمازلتي حكايتي التي ستبقى حية مع كل صباح ، التي أعيشها مع كل رشفة فنجان ، وإن كنت أشتهي الرحيل إلى مدينة مهجوره لا يسكُنها أحدًا سِواي ، إلا أنني رضيت بالغياب وإنْ الذِكرى لم ترضى بالرحيل ، ولم يعُد لي حيله سِوى الدُعاء .
  فاعتني بنفسك جيدًا ولاتأسفي على نقائكِ وصفائكِ ، ولاتحزني إن لم يُثمن احدًا طِيبتك ، فالعصافير تُغرد كل يوم ولا تجد من يشكُرها .
  ومع كل تغريدة عصفور، ومع رائحة قهوة الصباح التي أرتشفها بإشتهاء ، تذكري إني إليكِ أشتاق .

.......... فاروق التميمي ..........

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لوح خشب بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

  لوح خشب ......... لوح خشب والموجه عاليه وانا أحلامي مش طايله لوح خشب فى مهب الريح تلعبه موجه مستعفيه والهوي تباريح  شايل حمولي علي كفي  وح...