الجمعة، 17 نوفمبر 2017

_ تفاصيل جسد _ بقلم الشاعر " وليد.ع.العايش "

_ تفاصيل جسد _
    ------------
حبات المطر تلهو مع زجاج نافذة مهشم ، عصافير الدوري تأوي إلى أعشاشها ، وميض برق يطل من خلف جبل بعيد المنال ، صوت أغنية قديمة تطرق مسامعه من مكان قريب ، النافذة المقابلة مفتوحة على مصراعيها ، وربما لم يكن هناك زجاج يأويها ، شعر أشقر اللون يترنح مع نسمات خفيفة ، مد رأسه أكثر ، اتسعت حدقتا عينيه لتوها ، القميص الأصفر الشفاف يلوح على قارعة حدقة ، أطل الوجه الآخر ، خصر لا يشبه إلا عود بيلسانة عاشقة ، سواد ما لاح من بين ثنايا الثوب الأصفر ، لم تعد العينان تتسعان أكثر ، فما كان فوق جفون القمر يختصر جمال الكون بلمحة ، تعرجات جبل تداعب آهات رجل ، استدارة بطيئة كما سلحفاة هرمة ، تطل بعدها رابية خضراء اتشحت بالسواد ، الرجل يفرك عينيه بقسوة ، في تلك اللحظة اختفى الثوب الأصفر الشفاف ، بياض الثلج البلوري يعانق شغاف السماء ( يا للهول ) قالها بصوت متقطع الأوصال ، الأغنية مازالت مشتعلة قريبا من نافذته المهشمة ، الأسود أمسى عاريا ، التلال تلج تاريخ الأساطير ( إنها حورية المساء ... بل ربما آلهة !!! ) عاود الحديث مع نفسه ، عيناه مازالتا تتشبثان بتلك النافذة المفتوحة ، لم يسأل عن السبب ، فما كان يهمه إلا المشهد العاري ، المطر يزداد اشتعالا ، بينما تحضر مراسم الرعد الغائب ، الأنوار تخفت رويدا رويدا ، خلع الرجل نظارته الرمادية ، غسل عينيه برذاذ المطر ، عندما عاود النظر إلى النافذة ، كانت الشجرة العارية تبتسم بخجل أنثى ...
-------------
وليد.ع.العايش
١/١١/٢٠١٧م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

لوح خشب بقلم شاعر الناي الحزين محمود درويش

  لوح خشب ......... لوح خشب والموجه عاليه وانا أحلامي مش طايله لوح خشب فى مهب الريح تلعبه موجه مستعفيه والهوي تباريح  شايل حمولي علي كفي  وح...